هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج السحر المدفون والمعقود...!

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج السحر المدفون والمعقود...!

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج السحر المدفون والمعقود...!
إذا ابتلي المسلم بالسحر ، وعلم علـته ، وكان سحره خارجياً في (( بئر ))  او، في (( قبر )) ؛ وفزع إلى القرآن ، مُستشفياً به ، فعوَّذ نفسه بالمعوذات ، ورقى نفسه بالرقى الشرعية ؛ ومع ذلك لم تصرف عنه الرقى الشرعية هذه البلية ؛ بل لم تغن عنه شيئاً ـ فما كان شفاؤه على اللَّه حتماً مقضياً ـ فما الذي ينبغي له إذن(؟)

ولكي نجيب على السؤال الجواب الصحيح ؛ لا بُدَّ من النظر في هدي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك.
فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما عانى من السحر ما عانى ؛ لم يكن يعلم أنه مسحور ، إلا أنه يعلم أن أمراً ما قد حَزَبَهُ ، وألمَّ به ؛ فهو يجد منه ما يجد ، ففزع صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الدعاء ، وألح فيه ، قالت عائشة رضي الله عنها : (( لكنه دعا ودعا . . ))(1).
وهذا النص جمع أمرين اثنين:
* أنه : (( دعا )).
* وأنه : (( ألح في دعائه )).
فلما كان الدعاء ، وعضده بالإلحاح ؛ كانت الإجابة أن اللَّه أفتى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مسألته ؛ فعلم علته ، وعلم مكانها ، فكان أن سعى لاستخراجه ، ـ ولم يجلس في بيته ، أو مسجده ؛ يرتل القرآن ترتيلاً ـ وأخذ نفراً من أصحابه ـ أيضاً ـ ؛ فأتى البئر حتى استخرجه ثم نزل القرآن وجاءت المعوذتان ؛ فكان كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى أتى على آخر آية فكأنما نشط من عقال.
* فوائد الحديث:
ففي حديث عائشة رضي الله عنها من الفوائد:
* أنه : (( دعا )).
* أنه : (( ألح )).
* أنه : (( سعى )).
* أنه : (( استخرج )).
وفي حديث غيرها:
* أنه : (( في عُقَدٍ )).
* وأنه : (( نفث عليه )).
فتحققت بالنفث : (( الممازجة والمخالطة )) ؛ فكانت العافية : (( فكأنما نُشِطَ من عقال ))(2).
فكأنما هذه جاءت بعد النفث لا قبله يا رعاك اللَّه(!)
إذن : ( دعا ، ألح ، سعى ، استخرج ، نفث ) ؛ هذه خمسة أفعال فعلها رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى شفاه اللَّه ؛ ـ وهو من هو ـ ولم يقتصر على القرآن ، والقرآن يتنزل عليه .. فماذا فعلت أنت باللَّهِ رَبِّكَ (؟)
كان يكفي أن يبتلي اللَّه نبيه محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالسحر ؛ ثم ينزل اللَّه قرآناً بذلك ، يعلمه به ويهديه إلى كيفية الاستشفاء به ؛ إن كان اللَّه يريد أن يعلمنا كيفية الاستشفاء من السحر بالقرآن فقط دون الاستخراج.
ولكن ؛ تركه هذه المدة كلها ، وتركه حتى يدعو بل ويلح في الدعاء ثم بعد أن ألح أطلعه على المكان ، ـ ولم يشفه بالدعاء وحده ـ ؛ بل تركه حتى سعى واستخرج السحر ، ثم أنزل المعوذتين فنفث بهما جبريل عليه السلام لماذا كل هذا(؟) أتعرف الجواب(؟)
الجواب حفظك اللَّه في قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للأعراب : (( تداووا ))(3).
أتعرف ما معنى (( تداووا(؟) )) أي : خذوا بأسباب الشفاء إذا مرضتم.
وهذه الأفعال التي فعلها رسول اللَّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي أسباب الشفاء من السحر المدفون ، المكنون عن العيون إن شاء الله
يُقَالُ : نُشِطَ ونَشِطَ وأُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ : أي حُلَّ.
قال ابن الأثير الجَزَري في ( النهاية في غريب الحديث ) :( فكأنما أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ ) أي حُلَّ . . . وكثيراً ما يجيء في الرواية ( كأنما نَشِطَ من عقال ) وليس بصحيح.
يقال : نَشَطْتُ العُقْدَةَ ، إذا عقدتها ، وأَنْشَطْتُها ، إذا حَلَلْتَها )) .اهـ
قلت : وهذا أدل دليل على ذهاب السحر وانتهاء أثره عن المسحور إذا تعافى ، فإن المسحور إذا شفاه الله فإنه يحس بتحرر في روحه ، وخفة في بدنه ، وصفاء في ذهنه ، كأنما وُلِد من جديد.
(السحر .... الأسود تماثيل الدمى عند البحر قصة واقعية )
إلى كل من ابتلي بسحر وقنط من الشفاء ويئس من كثرة التداوي والأخذ بالأسباب إلى كل من يؤمن بمعية الله ونصره ولو بعد حين أقص هذه القصة سائلاً المولى أن يثبت كل مصاب ومبتلى ويرزقه الصبر وحسن الظن بخالقه.
في 30 رمضان من عام 1421هـ وبعد درس العصر في المسجد جاءني أحد جيران المسجد مسلِّماً ومخبراً بخبر عجيب قال ياشيخ خالد ذهبت البارحة أنا
وعائلتي إلى البحر لنتناول إفطارنا على شاطئ البحر نودع آخر يوم في رمضان ظانين أنها ستكون آخر ليلة وقبل الغروب بقليل جاءني أبنائي يتسابقون
ومعهم شيئاً يحملونه وتكلم أولهم وصولاً قائلاً ياأبي كنا نلعب بالرمل ونحفر في الرمل فوجدنا هذا الشئ الذي يشبه الدمية التي يلعب بها الأطفال قال فما أن
رأيتها ودققت النظر فيها علمت أنه سحر مدفون فما كان مني إلا أن قمت معهم حيث وجدوا السحر وبدأنا في الحفر حول ذلك المكان بسرعة ولهفة ودعاء
فإذا بأحد أبنائي الصغار يقول وجدت دمية اخرى فقلت لهم ابحثوا أيضاً وماهي إلا لحظات حتى وجدنا دمية ثالثة ولم نقف عند هذا الحدّ بل بحثنا وبحثنا حتى
حفرنا حفرة كبيرة في نفس المنطقة وحتى أيقنا انه لايوجد شئ آخر فما كان مني إلا أن قاطعته وسألته وأين هي هذه الدمى؟ وماذا صنعت بها؟ فقال هي في
البيت فقلت له متلهفاً إذهب واتني بها بسرعة فذهب وماهي إلا دقائق معدودة وإذا بهذه الأشكال التي ترونها أمامي وبيدي ....لحظة ذهول أصابت من
حضر .....وعبرة خنقتني حبستها ....لأني أنظر إلى السحر بيدي .........سحر مدفون وهو من النوع الذي تحرسة الشياطين... سحر مكون من تماثيل
مصنوعة من الشمع وداخلها قصدير وعلى كل تمثال صورة لإمرأة وقد غرزت إبر على عين المرأة في تمثال وغرزت على كل التماثيل إبر على الرأس اثنين
وفي الأرجل والأيدي وعلى القبل والدبر ووضعت ورقةعلى كل تمثال وقد كتبوا عليه الطلاسم وربطوها بخيوط من الرأس إلى الرجل على كل الجسم....
.......تأثرت كثيراً وأنا أنظر مراراً إلى سعة رحمة الله بعباده ...وأنا أتفكر في ضعفي وعجزي فلا قدرة لمخلوق ولاحول ولاقوة لمخلوق إلا بالله ...أنظر
وأخاطب نفسي قائلاً آخر يوم وليلة من شهر رمضان وقرب الغروب وغدا يوم عيد عيد سعيد عيد يفرح الناس فيه ويحل عليهم السرور ....ويريد الله جل
جلاله أن يمنّ على هذه المسكينة بالشفاء في ليلة العيد ...يريد المولى سبحانه أن يعلمنا جميعاً أنه جعل طفلاً صغيراً هو الذي يخرج السحر المدفون
المحروس ......سبحان مسبب الأسباب لعل المريضة دعت وأخلصت أو دعا لها من دعا بظهر الغيب فسخر الله الطفل ليخرج السحر من مكانه وأراد أن يأتي
بالسحر إلينا ولم يقع في يد مشعوذ أوساحر .....يريد الله أن يعلمنا أن لا نعلق قلوبنا إلا به ...لانعلق قلوبنا براقي نظن أن الشفاء عنده أو أن النفع بيده لنتعلم أن الراقي إنما هو سبب من الأسباب الشرعية في العلاج وليتعلم كثير ممن ضعف توحيدهم وقلّ صبرهم وظهر جزعهم وأخذوا بالفتاوى المهلكة وذهبوا إلى السحرة لإبطال أسحارهم بأن ألامر كله لله..
اللهم أهلك السحرة ومن يتعامل معهم أجمعين وأبطل أسحارهم أينما كانت وكيفما كانت إنك على كل شئ قدير . ..
لمزيد من الاستفسار راسلونا على ايميل الصحيفة alrebatnews@gmail.com
او يمكنكم مراسلتنا من خلال ارسل خبر

تعليقات